صنــاعــة التفـاهـَـة/ أحمد خطري – رئيس منظمة العافية امونكه
صنــاعــة التفـاهـَـة/ أحمد خطري – رئيس منظمة العافية امونكه
4 دقائق
هذا العُنوانُ لا يُحيلُ فَقَط إلى ظاهِرَةٍ إعلاميَّةٍ أو سُلوكٍ اِجتِماعِيٍّ مُنْفَلِت، بَلْ إلى تَحَوُّلٍ حَضارِيٍّ يُعِيدُ تَشكِيلَ عَلاقتِنا بالمَعْنَى وَبالقِيمَةِ وَبالجِدِّيَّةِ وَبالنَّجاحِ ذاتِه.
عَصرٌ تُختَصَرُ فيهِ الفِكرَةُ إلى صُورَة، وَالوَعْيُ إلى تَعليق، وَالنَّجاحُ إلى عَدَدِ مُشاهَدات، وَتَتَحَوَّلُ فيهِ الشُّهرَةُ إلى غايَةٍ بِذاتِها حَتّى لو خَلَت مِن مَضمُون.
التَّفاهَةُ كَمُنتَجٍ لا كَظاهِرَة
التَّفاهَةُ اليَومَ تُصنَعُ كَما تُصنَعُ السِّلَع: تُعبَّأ، تُصدَّر، تُسوَّق، وَتُفرَضُ عَبْرَ خَوارِزميّاتٍ وَمَنَصّاتٍ وَمُحتوًى مَبنيٍّ على الإثارَةِ لا على القِيمَة.
لم تَعُد سُلوكًا فَردِيًّا بَل صِناعَةً عالَمِيَّةً تَعتمِدُ على:
– وقاضٍ، ومُدَّعٍ عامّ، وحاكِمٍ ومُستأنِفٍ في آنٍ واحد
– ناطقٍ باسم “الشَّعب” و“القَبيلَة” و“الدَّولة” و “الشريحه”.
– يَسبُّ هذا، وَيَقذِفُ ذاك، و يمدح هذا، وَيُوزِّعُ صُكوكَ الوَطَنِيَّة، وَيُقسِّمُ النّاسَ بين “صالح” و“سيّئ”، وهو لا يُدرِكُ أنَّ كُلَّ تِلكَ البُطولَةِ الافتراضيّةِ هي تَعويضٌ نَفسيٌّ عن عَجزٍ واقِعِيٍّ عن الإِنتاجِ وَالبِناء.
مِنَ النَّقدِ إلى الفِعل (خُطَّةٌ عَمَلِيَّة شاملة):